كوالالمبور – “أسواق”
يتزامن دخول عام 2017 مع استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية، وهذا بدوره ألقى بظلاله على القطاع السياحي العالمي وخاصة في ماليزيا، حيث تلعب السياحة دوراً رئيسياً في تحريك عجلة النمو الاقتصادي، وزيادة الدخل القومي للدول السياحية، فشكّل عام 2016 تحدياً كبيراً أمام العاملين في صناعة السياحة الماليزية، ومحركاً لمزيد من الجهود الترويجية لجذب المزيد من السياح من مختلف دول العالم.
تسعى ماليزيا لبقاء القطاع السياحي رافداً أساسياً من روافد الدخل القومي، فشرعت بتطوير البنية التحتية السياحية، وتقديم التسهيلات المركزية في سبيل النهوض بهذا القطاع، لكن تباطؤ الاقتصاد العالمي كان له أثر ملحوظ في تراجع أعداد السياح لماليزيا خلال العام الماضي 2016، حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة الماليزية إلى تراجع في أعداد السياح مقارنة بعام 2015، وعزت الوزارة هذا التراجع إلى ضعف الاقتصاد العالمي، وتراجع حركة السفر العالمية.
مواجهة التحديات
ولأهمية القطاع السياحي بالنسبة لماليزيا، تسعى وزارة السياحة لتعزيز مقاصد سياحية ثانوية من شأنها المساهمة في تطوير القطاع السياحي، فتعدد المقاصد السياحية في ماليزيا جعلها تحتل مكانة عالمية متقدمة في تنوع المقاصد، حيث تأتي خطط الوزارة لمواجهة التحديات التي تعصف بالقطاع السياحي المحلي والعالمي، إلى جانب تطوير الخدمات المتعلقة بالقطاع السياحي.
من المقاصد السياحية الجديدة في ماليزيا ما بات يُعرف بشاحنات الأطعمة المُتنقلة “Food Trucks“، والتي باتت تأخذ رواجاً كبيراً على الساحة الماليزية، وبدأت تستقطب الكثير من السياح الأجانب لتذوق أصنافاً متعددة من الأطباق الماليزية المختلفة، إلى جانب تواجدها بالقرب من المعالم السياحية الرئيسية في البلاد.
رواجاً متزايداً
باتت شاحنات الطعام المتنقلة صيحة تكتسب رواجاً متزايداً في ماليزيا خلال السنوات القليلة الماضية، ويقبل عليها الكثير من عشاق الطعام لاستكشاف النكهات والمذاقات المتميزة، حيث تضفي شاحنات الطعام المتنقلة منظراً بديعاً على الأسواق الماليزية بألوانها الخلابة، خاصة بالقرب من برجي “بتروناس” التوأم في وسط العاصمة كوالالمبور.
دعماً للسياحة
ولأهمية هذا القطاع، أشارت داتوك ماس إرمياتي شمس الدين، نائب وزير السياحة والثقافة الماليزي إلى أن شاحنات الطعام يمكنها أن تكون بمثابة نواة نمو للقطاع السياحي المستقبلي في ماليزيا، حيث تُشجع الوزارة التوسع في هذا القطاع ليشمل جميع أنحاء ماليزيا والتركيز على الأماكن السياحية الأكثر جذباً للسياح الأجانب.
وأضافت شمس الدين أن هذا القطاع بحاجة أيضاً إلى تحسين في جودة ونوعية الطعام، والمحافظة على نظافة المكان والطعام، والخروج بأفكار أكثر جاذبية لتعزيز مكانة ماليزيا سياحياً، وعكس الصورة الحضارية لماليزيا عبر الطعام، حيث شهدت المطاعم المتنقلة في كوالالمبور تحديداً انتشاراً واسعاً في الشوارع السياحية ولاقت رواجا كبيراً بين السياح والمقيمين لما تقدمه من مأكولات خفيفة وطازجة بأسعار بسيطة، كما تعتبر هذه الشاحنات المتنقلة الخيار الأفضل للمأكولات السريعة في المناطق السياحية التي تعج بالمطاعم الفاخرة والمكلفة أحياناً.
الشاحنات المتنقلة
عبارة عن عدد من الشاحنات المُزينة بألوان زاهية، وتقدم أصنافاً متنوعة من الطعام والحلويات، وعادة ما تلتقي تلك الشاحنات بالقرب من المناطق السياحية والهامة في المدن الرئيسية للدولة، وتعتبر مركزاً جاذباً للسياح وأهل البلاد، وتتميز بسرعة الحصول على الطعام وانخفاض أسعار الطعام مقارنة بالمطاعم الفاخرة.